.... الفشل ليس عيب ....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...........
الفشل ليس عيب أبدا ..
.................
أعرف أحدهم كان يريد إكمال الدراسة ولكن كلما أراد ذلك يفشل بدأت قصة فشله في الدراسة المتوسطة في ظروف قاسية جدا عائليّة ومجتمعيّة .. وتحت وطأة الحصار المفروض على العراق
الحالة المادّية شقيقة الفقر ..
بدأت الأمور تتدهور شيئا فشيئا .. تفارق الأبوان فكانت هذه الظروف أقسى من المرّ ..
على ذلك الفتى وبدأت المعاناة الكبيرة .. وهي كيفية الحصول على لقمة العيش والدراسة ..
فقرر ترك الدراسة والبحث عن عمل يأتي له ولأمه وأخته الصغيرة ولو بشيئ من المال ليسد به فراغ الأب الذي تخلى عنهم ..
كان أحيانا يعمل هنا وهناك ..
ويأتي لوالدته الحنونة بشيئ يسير من المال
وبقي على هذا الحال مدّة من الزمن
وبعدها فكر بإكمال الدراسة بالإمتحان الخارجي // في العراق الإمتحان الخارجي يعني يمتحن الصف النهائي
بدراسة في بيته ويذهب فقط للإمتحان ..
فشل في السنة الأولى .. فأقدم على الإمتحان السنة التالية .. ثم نجح بذلك علما أنه مستمر بالعمل
دخل الدراسة الأعدادية المسائية // ليبقى يعمل في النهار
ثلاث سنوات تحمّل فيها الحر والبرد والتعب وأخذ أصحاب العمل يعيبون عليه الدراسة
يقولون له (( الدراسة ماتنفع وماتفيد أتركها أحسن جايب لك تعب زايد على نفسك ... و و و )
إلى غير ذلك من العبارات الجارحة
ولم يكتفوا بذلك فقد أخذوا يسببون له المشاكل .. وهو صابر لم يهتزّ لهذه الأقاويل
ومرت الأيام وتخرج ذلك الفتى من الدراسة الأعدادية بدون سنة رسوب وعندنا في العراق الذي لايرسب ولا سنة في الأعدادية يحصل على معدل درجتين ونصف هدية فوق معدل التخرج
حصل الفتى على ذلك ..
وبعد ورود معدّلات القبول تم قبوله في إحدى كليات جامعة الموصل ..
دخل الجامعة ولكن الظروف القاسية للمعيشة أجبرته على ترك الكلية إضافة إلى أن صاحب العمل الذي مازال يعمل عنده ذلك الفتى أصبح حقيرا أكثر من أي وقت ربما الغيرة والحسد على إندفاعات ذلك الفتى العمل والدراسة
..........
ترك ذلك الفتى الدراسة الجامعية .
وبقي يعمل .. ويعمل ..
ثم بعد سنوات وجد عملا أفضل من الأوّل فترك الأول وذهب للعمل الآخر .
وكان كلما يمر من القرب من الجامعة ينظر إلى الكلية التي إسمه فيها بحزن عميق .. متمنيا العودة إلى الدراسة ولكن هيهات فإن قيده في الكليّة قد تم ترقينه وتم فصله من الكلية لمرور أكثر من سنتين على ترك الدراسة ..
..............
ومرت السنة تلو الأخرى .. حتى تم إحتلال العراق 2003
.. وهو مستمر بالعمل ..
...
وفجأة .. أصدرت وزارة التعليم العالي ببغداد 2005 قرارا يقضي بقبول إعادة كافة الطلبة المفصولين إلى الدراسة كل حسب موقعه ..
فرح ذلك الفتى الصامد // وذهب إلى كليته في جامعة الموصل
وتم عرض ملفه الخاص والموافقة فورا على الرجوع إلى الدراسة
..........
أكمل ذلك الفتى الدراسة في الكليّة // مع إستمراره بالعمل ولكن صاحب العمل الثاني كان له كالأخ الحنون
كان يساعده في الذهاب إلى الكلية وأحيانا يعطيه إجازة وبدون قطع أي مبلغ من المال عن الإجازة .
.........
والآن هو تخرج من جامعة الموصل / وقد منّ الله عليه بالخير
............
أعتذر إخواني على الإطالة // أحب أن أقرأ ماتقولونه حول هذا الموضوع

ماشاء الله تبارك الله

من جد وجد ومن زرع حصد

تقبل مروري

مشكور الأخ قلب قيدون على المتابعة

هذه الموضوع يعطيناا درسين الصبر وعدم اليأس من الظروف والفشل

يسلمووو

يعطيك الف الف الف عافية

مشكوووووووووور

ابوعائشه العراقي
خالص الود لكم علي الطرح الجميل والمعبر
قالوا أن النجاح يوّلد من رحم الفشل !

الإخوة صقر قيدون وأبو جاسم والأصمعي // مشكورييييييين على مروركم .